نبده تاريخيه مختصره :-

مدينه الشحر من فجر
التريخ الى السنه العاشره الهجرية :-

بعد دخول الجزء الغربي
من حضرموت في اتحاد سباء – ريدان – حضرموت غرب يمنات في حوالي سنه
300ميلاديه , حول الحضارم الشرقيون الذين لم يدخلوا هذا الاتحاد مركزهم من شبوه
الى شبام (حضرموت) في الشمال , كما حولوا مركز تجارتهم من (القنا) وهو ما يعرف
اليوم بمنطقه (بئر علي) الى ميناء في الساحل الحضرمي اسمه ( السوق) وهو المينا
الذي عرف فيما بعد باسم الشحر .

وقد تمكن الحضارم
النشقون على اتحاد سباء – ريدان- حضرموت غرب يمنات من تثبيت وتجدير هذا التحول لان
منطقه اللبان (ظفار) منبت اللبان- عماد الاقتصاد اليمني حينذاك- كانت جزءا من شرق
حضرموت.

وقبل الانشقاق
الذي تحدثنا عنه , كانت القوافل تنقل اللبان من ظفار الى شبام ومنها الى شبوه او
مأرب , ثم تحول هذا الخط التجاري فاصبحت القوافل تاتي من شبام الى السوق ومنها
يصدر البان الى خارج البلاد .

ان ازدهار السوق
باقتصادها المتنوع جعل لها مكانه بين الاسواق العربيه القديمه فهي احدى اسواق عشر
في الجزيره العربيه في سالف الايام , وهي (سوق الشحر) و(سوق الرابيه) بوادي العين
و(سوق هود) شرق وادي حضرموت و (سوق عدن) و(سوق صنعاء) تلك اسواق خمس في اليمن
والاسواق الخمس الاخرى فهي :- (سوق دبي) بالخليج العربي و (سوق البحرين) المعروفه
بالمشقر , و (سوق دومه الجندل) بشمال الجزيره العربيه ( سوق عكاظ)بالحجاز .

وبعد ان قوض الاحباش
دعائم المملكه الحميريه سنه 525 ميلاديه على عهد الملك يوسف ذي نواس , اصبحت الشحر
(المدينه والمنطقه) من جمله النواحي اليمنيه التي استقلت بالحكم عن السيطره
الحبشيه التي انحصرت في الشمال الغربي من اليمن , وعنما استعاد الملك الحميري سيف
ذي يزن , بمساعده الفرس ملكه من الاحباش سنه 576 ميلاديه بسط نفوده على حضرموت
ومنطقه الشحر كلها ...., الا انه كان نفودا سرعان ما تقلص وخاصه بعد ان فاءت قبيله
كهلان من عمان الى ساحل منطقه الشرقي وبسطت سيطرتها عليه كما بسطت نفودها على
الشحر المدينه وفي منطقه الشحر انشأت كهلان (كنده) محلتها التي عرفت مند القديم
باسم (القريه) على ساحل مدينه الشحر , وهي باقيه الى اليوم وتشكل اقدم احياء الشحر
الحديثه .

v الموقع
و التكوين الجغرافي :-

كانت المنطقه الواقعه
بين عمان وابين تعرف باسم( الشحر) وينطقها اهالي الشحر بضم الشين وسكون الحاء وهي
جمع( شحره ) ومعناها مسيل الماء الجاف وذلك لكثره المسايل الجافه بها .

تتكون السوق القديمه
والتي اطلق عليها المهره اسم الشحر بعد احتلالهم لها من دلتا عباره عن سهل واسع
تمتد عليه مخيمات التجار في المواسم التجاريه على طول الساحه الواقعه بين مسيال(
دفيقه) الواقع شرقي هذا السهل , ومسيال سمعون الواقع غربي هذا السهل وعلى هذه
المنطقه يقع مرسى السفن , وهذا هو حالها الى اليوم , وفي خريطه وضعها الرحاله
الشهير( بطليموس) في اجواء سنه 140ميلاديه ذكر اسم الاسعاء كمركز تجاري تؤمه السفن
عابره المحيط الهندي وسماها بطليموس ALASA EMPORIAM))
وذكر الى غربها ميناء( بروم) والى شرقها ميناء (شرمه) اضافه الى العديد من
المرافىء القديمه التي لا يستطاع تبين اسمائها الصحيحه على هذه الخريه
المذكوره.

v
التسميه :-

كان يطلق على هذه
الدلتا اسم (اللسه) لجفافها وقحوله ارضها وضآله النبت فيها رغم الاحساء العديده
المحيطه بها وان من تلك ما هو موجود الى اليوم في واحه دفيقه ومسيال سمعون , ومع
مرور الزمن حرفت ( اللسه) الى (اللسعه) وذلك لشده حراه الشمس بها ايام القيض , ثم
حرفت (اللسعه) الى (الاسعاء) او(الاسعى) ثم حرفت كلمه (السعاء) الى (سعاد)وخو
الاسم الذي يطلقه اهل الشحر على مدينتهم وتزخر به اشعارهم الشعبيه.

الغارة البرتغالية الانتقامية على مدينه
الشحر:-

بعد ان عاد القبطان
لوبو سوروز الى الهند من عدن يجر اذيال الهزيمة و الفشل , كبر الامر عند
البرتغاليين واعتبروا هزيمتهم الثانية امام الامير مرجان الظافري طعنه على جرح لم
يكن قد اندمل بعد .

واعادوا تقييم الموقف
وتحليله من جديد , فأتضح ان قلعه عدن التي ادلت كبرياءهم لم تكن تقاوم بمفردها ,
رغم تخلي ملوكها الطاهريين عنها و زلكنها كانت لها روافد تمدها بالقوه والتأييد و
ان مدينه الشحر كانت في مقدمة تلك الروافد .

وبعد ان تولى عرش
البرتغال الملك يوحنا الثالث , تصرف الحكام البرتغاليون فيما وراء البحر وفق
اهوائهم ومصالحهم الشخصية بتأيد من الملكة كاثرين . فكثرت أضرار الولاة الجهنمية
التي كانوا يلحقونها بالعرب والهنود والافريقيين . لقد كانوا يتصرفون وكأنهم ليسوا
مسؤلين لحكومة بلادهم . وفقدت حكومة البرتغال مركزيتها وسيطرتها على تصرفات ولاتها
فيما وراء البحار .

لقد كان وجود
البرتغاليين , كدوله فعاله , يمر بمرحله اختبار دقيق وصارم في المحيط الهندي
.

وكانت استراجيتهم لغزو
عدن تقتضي حسب نظرهم عزل تلك القلعه اليمنيه عزلا تاما , ولو انه غير مباشر عن
روافدها , اهم تلك الروافد كانت في حسابهم مدينه الشحر .

وفي صباح يوم الخميس
التاسع من شهر ربيع الثاني سنه 929 هجريه ( 27 فبراير 1523 م ) القى الاسطول
البرتغالي المعتدي مراسيه في ميناء الشحر .

وفي اليوم الذي قدمت
فيه الحمله البرتغاليه الى الشحر لم يكن السلطان بدر موجودا بها ولكنه كان في
زياره تفقديه لوادي حضرموت وعلى طريقته في الظهور امام قبائل الوادي بمظهر القوة
والمنعة و اصطحب معه معظم رجال حاميه الشحر ومن بينهم رجب التركي وجنوده البنادقية
.

ولم يترك السلطان بدر
في الشحر الا حاميه رمزيه مكونه من يافع والمماليك الافريقيين وجلهم من الشيوخ
العجزه الذين يتولون عادة حراسه المؤسسات الحكومية .

بدايه هبوب العاصفه :-

بعد وصول الاسطول
البرتغالي الى ميناء الشحر بساعة او ساعتين نزل منه الى الساحل ثلاثه من البحارة
البرتغاليين يحملون رسالة من القائد لويز دي منزيس الى السلطان بدر ابي
طويرق . فطلب امير البحر منهم تسليم الرسالة اليه ليبلغها بدوره الى المسؤلين كما
جرت العادة بذلك .. ولكن البحارة رفضوا وأصروا على مقابله السلطان او القائم مقامه
لتسليمه الرسالة بانفسهم . فما كان من امير البحر الا ان اخدهم الى الامير مطران
فسلموه رسالة قائدهم , وكان مضمون الرسالة ان تاجرا برتغاليا اسمه الفونسو دي فيجا
مات في الشحر منذ خمسه اشهر وان السلطان بدر استولى على امواله , وان قائد الاسطول
يطلب تسليم تلك الاموال اليه بدون تاخير . وفي وتق مبكر من اليوم كان الامير مطران
قد تلقى بلاغا من الحامي عما احدثه البرتغاليون من اضرار بالسفن الراسية بها
وبالمزارع الساحليه هناك , وقد ادرك الامير مطران ما يرمي اليه القائد البرتغالي
ولذلك حاول تلافي ما قد يكنه من شر للشحر واهلها , وبعد ان غادر البحاره
البرتغاليون المقر الحكومي دعا الامير مطران الى الديوان عددا من اعيان
المدينة فحضروا فاطلعهم الامير على رساله القائد البرتغالي وعلى ما بلغه عن حادثه
قريه الحامي , فاحس المجتمعون بانهم على احداث لا يعلم مدى خطورتها الا الله ,
وتقرر في هذا الاجتماع ان يرحل الاهالي نساءهم واطفالهم وممتلكاتهم الثمينه التي
يسهل نقلها الى قريه( تباله ) المجاوره للشحر , وان يستعدوا لاي نداء يصدره الامير
اليهم في ساعة من اليوم لو ان تطورا ذا بال طرأ على الموقف وفي عصر هذا اليوم تلقى
الامير مطران رساله أخرى , وبعد تلقيه هذا الانذر طلب الامير حضور الاشخاص الاتي
ذكرهم اليه حيث انه قد تعود الاستناره برأيهم في الملمات وهم ك:-

1-
الفقيه العلامة الشيخ يعقوب بن صالح الحريضي , مدير مدرسة باهارون

2-
الفقيه الشيخ احمد بن عبدالله بالحاج بافضل , مدير مدرسة بافضل

3-
الشيخ سالم بن صالح باعوين المهري ,تاجرا

4-
الشيخ حسين بن عبدالله العيدروس , تاجرا

5-
الشيخ احمد بن رضوان بافضل , تاجرا

6-
الفقيه الشيخ فضل بن رضوان بافضل , مدير مدرسة بابهير.

وتدارس الأمر معهم
واتفقوا على عده اجراءات منها , الاتصال بالقائد البرتغالي والدخول معه في حوار
مطول لكسب الوقت علىان يتولى هذه المهمه كل من الشيخ حسين بن عبد الله العيدروس
والشيخ فضل بن رضوان بافضل , وامير البحر الشيخ مبروك بن سلمان حنين , وكاتب
الامير مطران الشيخ عبد الله بن عوض بامختار , وارسال تقرير الى السلطان بدر عن الموقف
, وارسال رساله مستعجله الى الامير عطيف بن علي بن دحدح القائم مقام السلطان بدر
بمنطقه المشقاص , بطلب النجده السريعه وشرح الموقف له .وطاف الامير مطران , في
الهزيع الاخير من الليل على اقسام البلده وشاهد ما يقوم به الاهالي من استعدادات ز
وقد امر بتعزيز منطقه ( القريه) لان هذا القسم القريب من الميناء سوف يكون اول
الاقسما المداهمة وكان الفقيه يعقوب الحريضي متمركزا في هذه الحاره , وفي الحي
الشمالي من المدينة المعروف الان بحافة بلحاج تمركز الشيخ احمد بن عبدالله بافضل ,
وفي داخل الديوان وحوله تمركز عدد من اهالي الشحر والى جانبهم اعداد من قبائل آل
كثير وقبائل آل تميم القيمه في الشحر .

البرتغاليون الاثمون يهاجمون مدينه الشحر :-

مع بزوغ فجر يوم الجمعه
العاشر من شهر ربيع الثاني سنه 929 هجريه 28 فبراير 1523 م نزل البرتغاليون في
زوارقهم الصغيره في دفعات الى ساحل الشحر وقد قدر عددهم باربعمائة مقاتل مسلحين
بالبنادق النارية وحاملين معهم معدات الحريق وكميات من البارود والنفط .

واول ما فعله
المعتدون انهم اضرموا النار في مستودعات الاخشاب وفي احواض بناء السفن الممتدة على
الساحل ثم توغلوا في ازقه حاره القرية وكانوا يطلقون النار على كل من يصادفونه من
الاهالي .

وتفرق الغزاة في جماعات
صغيره في المدينة , فمنهم من اقتحم المنطقة التجارية واخدوا يسلبون وينهبون
ويضرمون النار , وذهب جماعه منهم الى اسطبل الخيل الكئن بساحه السوق فاطلقوا الخيل
من ارسالنها ثم اطلقوا خلفها الاعيرة الناريه فهبت تجري مذعوره في الازقه تصدم
وتدوس كل تصادفه في طريقها من الشيوخ والعجزة .

وتوغلت جماعات من
المعتدين داخل المدينه لاحراق الديار وقتل الاهالي فامتدت المعركه الى ما يعرف
اليوم بحافه (باذييب) وحافة (بالحاج) وحافة (المحضار) واحرفت جماعه من البرتغاليين
الاكواخ على من فيها من اطفال وعجزه في القسم المعروف الان بحافة (عيديد) , ودارت
معركه داميه في ساحه (القبان) المشهوره قتل فيها سبعه وثلاثون برتغاليا وهنديا وما
يقرب من ثمانين رجلا من اهالي الشحر بينهم سبعه من ابناء الجاليه الهندوكيه الذين
اشتركوا في المعركه الى جانب اهل الشحر .

وفي خضم هذا الاتون
الدامي الملتهب سقط العشرات من ابناء الشحر بين قتيل وجريح , وكان الامير مطران
وصحبه السته على راس الكتل البشريه الملتحمه في قتال مرير مع البرتغاليين
المعتدين, فقد سقط الفقيه العلامة يعقوب الحريضي قتيلا في حاره ( القرية) وقتل
الشيخ حسين العيدروس في شارع السوق الرئيسي العروف الان باسم ( مطراق حنّين ) ,
وقتل الشيخ فضل بن رضوان بافضل في ساحة السوق , وقتل الشيخ أحمد بن عبدالله بالحاج
بافضل بالقرب من مدرسة والده في القسم الذي الان بحافة ( بلحاج ).

وكان جو المدينة مغلفا
بالدخان الكثيف المتصاعد من الحوانيت ومستودعات الاخشاب وحضائر السفن ومعاصر الزيت
والابنيه والاكواخ المحترقة. وفي منتصف النهار انسحب البرتغاليون الى الساحل
حاملين معهم بعض القتلى والجرحى من اصحابهم .

وباتت مدينه الشحر ليله
حزينه كاسفة ... لكن المدافعين استطاعوا لم صفوفهم من جديد . وانقطع وارد الماء
الذي ينقل الى المدينه على البهائم من آبار دفيقه ومسيال سمعون , وراح اهل كل حاره
يقننون ماء الشرب بينهم , وبعض الناس اضطروا الى أخذ حاجتهم من ماء الشرب من بئر
بن شكر وبئر الشفاء الواقعتين داخل المدينة .. وفي فجر يوم السبت الحادي عشر من
ربيع الثاني سنه 929 هجريه 1 مارس 1523 م عاود البرتغاليون الهجوم على المدينة
وكانوا اكثر تصميما على الانتقام وخاصة بعد ان قتل وجرح منهم عدد ليس بالهين وذلك
أمر لم يكونوا قد توقعوه ...

وركز البرتغاليون هجوهم
_هذه المرة _ على حارة ( الخور ) المعروفه الان بحافة ( الحوطة ) وكانت افخم واغنى
اقسام المدينه اذ كان يسكنها كبار التجار واضرموا النار في العمارات وفي هذه
الحارة تصدت لهم فرق المقاومة بقياده احمد بن رضوان بافضل , وقتل في هذا اليوم
الشيخ احمد بن رضوان بافضل في مسيلة سمعون الغربية من عيار ناري بالقرب من مسجد
الشيخ عبد الله بن اسعد اليافعي وقد مثل البرتغاليون بجثته وعاد البرتغاليون
فجر الاحد الثاني عشر من ريبع الثاني سنه 929 هجريه 1523 م وحاولوا احراق المسجد
الجامع وتمكنوا من اضرام النار في المدرسة الملحقة به وفي ناحيته الشماليه وصبوا
النفط في السقايات العامه القريبه من الجامع .. ولذلك كان اهل الشحر يطلقون على
النفط ( نسيم الكافر ) .

اما الجماعه التي اتجهت
الى ساحه السوق للمره الثانيه فقد حصرتهم الفرقه التي يتزعمها الشيخ سالم بن
صالح باعوين المهري في سوق التمر وقتلتهم جميعهم . وكان عددهم اربعين مقاتلا
جلهم من البرتغالين وقتل في هذه المعركه جمع كبير من اهل الشحر بينهم عدد من
الصومال الذين اشتركوا في الدفاع عن المدينه , كما قتل ايضا الشيخ سالم بن صالح
باعوين بضربه سيف سلخت جانبه الايسر.

واتجهت جماعة من
البرتغاليين صوب( الديوان) لاحراقه بعد ان احرقت حصن البلاد ... ودارت معركة بينهم
وبين فرقة المقاونه التي يتزعمها الامير مطران ... وامتدت المعركة الى الجانب
الغربي من الديوان وهنا اصابت الامير مطران رصاصة طائشة من بندقية برتغالية
فاستقرت في جبهته فخر ميتا في المكان الذي حفر قبر الشهداء السبعة .

ثم انسحب البرتغاليين
الى سفنهم تاركين معظم قتلاهم في ساحة السوق وامام الديوان فاحرقهم اهل الشحر بعد
ان قطعوا البعض الى اوصال واشلاء ... وكانت الجموع تصيح وهي تلقي بجثثهم واشلائهم
على الحطب الملتهب , الى سقر , الى سقر .

وبعد ان صعد
البرتغاليون الى سفنهم ضحى ذلك اليوم شاهدوا على الطريق الساحلية الشرقية جيشا
قادما من المشقاص ال الشحر , فما كان منهم الا ان اقلعت سفنهم من ميناء الشحر
ترافقهم الخمس السفن البرتغالية التجارية .

لقد كانت محنة عاصفة
التي قاست مدينة الشحر حدتها وكان الخراب بارزا في معظم اقسامها وخاصة في منطقتها
التجارية , ولقد دفعت الشحر من رجلها واموالها ضريبة فادحة , دفعتها في سبيل
التضامن الاخوي مع عدن ولم تستنكف الشحر التعرض لتلك الكارثة من اجل اعلاء فكرة
سامية هي فكرة الؤازرة والتأييد لشقيق تعرض بلدة واهله لكيد المستعمرين
الطغاة , ان الانفس الطاهرة قد ذهبت الى باريها سالكة اعظم سبيل واقومة ولكنها
تركت خلفها ذكرى عطرة تزف الينا في كل مناسبة وطنية درسا موضوعيا عن كيف تكون
الاستماتة وكيف يحلو البذل وكيف يستهل الفداء في الدفاع عن المعاقل ضد المعتدين .

وفي ظهر اليوم نفسة دخل
الامير عطيف بن علي بن دحدح مدينة الشحر , فاعاد الامن والنظام الى نابها , والقى
القبض على العابثين وزج بهم في السجن .

وراح الاهالي بمعونة
جيش عطيف يطفئون الحرائق ويجمعون جثث القتلى من الشوارع ومن تحت الانقاض ...
واعتنى بالجرحى بقدر ما كانت تسمح بة الاحوال السائدة في المدينة . وفي عصر اليوم
هبت عاصفة رملية شديدة على منطقة الشحر من جهتها الغربية زادت بها الحرئق اشتعالا
.

وفي المساء هطلت
الامطار بغزارة طيلة الليلة . وكانت البنايات المحترقة تتهاوى تحت وطأة الريح
والماء المنهمر مما اعاق جمع الجثث في بعض اقسام المدينة . وابتدأت العفونة _
عفونة الاجساد البشرية _ تنتشر في ارجاء المدينة وخيف حدوث الاوبئة , فأمر الامير
عطيف بدفن الجثث حيث هي في الازقة والشوارع والساحات .

اما جثث القادة السبعة
فأن ستا منها _ جثت الامير مطران , والعلامة الحريضي , والشيخ العيدروس , واحمد بن
رضوان بافضل , وفضل

بن رضوان بافضل ,
والشيخ سالم باعوين المهري . جمعت وكان بعضها ممزقا ودفنت في قبر واحد وهو القبر
الذي اطلق علية قبر( السبعة ) .. والواقع ان جثمان الشهيد السابع , وهو الشيخ احمد
بن عبدالله بلحاج بافضل قد اصر اهالي تريم على دفنه داخل قبة والده ( المعروفة
الان بقبة بلحاج ) .

ام ينفرد ( السبعة )
بشرف الاستشهاد في ميدان التضحية , ولكن كان الى جانبهم العدد الكبير من ابناء
الشحر والمستوطنين بها الذين استشهدوا في المعركة معركة الانسان العادي الذي
تجاهله تاريخنا اليمني في معظم اطواره ...

ان هولاء الشهداء
السبعة كانوا قادة المقاومة والمشجعين عليها , ولقد سقطوا في ساحات الشرف وهم
يقاتلون جنبا الى جنب مع اخوتهم المواطنين , ولذلك اصبحوا عن جدارة رمزا للبطولة
المثالية والقيادة الرشيدة والاستشهاد الحق في سبيل الواجب ,

لقد ابى اهل الشحر ان يفروا
من الميدان تاركين مدينتهم لقمة سائغة للعدوان والبطش , انهم اقاموا من انفسهم
سدودا منيعة امام عدو غاشم وهم يدركون انهم قادمون على مجابهة مع ذلك العدو ليست
متكافئة وان بواعث الخذلان امامهم اكثر مما كانت امام العدو .

ولكنهم صمدوا .....

لقد اعانهم الله وثبت
اقدامهم فارتفعت معنويتهم الى مستوى خطورة الموقف وذلك لهو مبلغهم من الفخر .

لقد جادوا بالموجود ولم
يكن اسهل عليهم من الجود بارواحهم رخيصة , وان ذلك لمن عزم الامور , لقد كانت
همتهم اجل من جلائل الاعمال واشد من الشدائد , ولذلك صارعوا المنايا ثلاثة ايام
لايعلمون خلالها ماذا سيفاجئهم به القدر .

رحمهم الله رحمة واسعة
واثابهم بقدر ما اغنوا التجارب الانسانية العظيمة التي يوفقها الله الى السؤدد
فتبلغ المرتقى السامي في سجلات الخلود .

نبده تاريخيه مختصره :- 432466603

ما شاء الله نبذة أكثر من رائعة نبده تاريخيه مختصره :- 3837027094

شكرا اخي على هذه النبذه الجميله يعطيك الف عافيه تحياتي

ما شاء الله
نبذة جميله ومعلومات رائعه
شكرا أخي على جهودك