يهتم الإسلام بتكوين الشخصية المسلمة المتكاملة ، ومن مكونات الشخصية المسلمة : الرياضة ، فقد وردت آثار كثيرة في الإهتمام بها ، قال صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ) .
وهذا يشمل كل أنواع القوة ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( ارموا بني اسماعيل فإن أباكم كان راميا ) وقال عليه الصلاة والسلام ارمي سعد فداك أمي وأبي )، بل قد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أن نربي أولادنا على الرياضة ، فقال : ( علّموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل ) . فهذه الآثار وغيرها تبيّن اهتمام الإسلام بالرياضة ، وليس المقصود بالرياضة : كرة القدم أو كرة السلة أو نحوهما فقط كما يفهمه البعض ، إنما المقصود بالرياضة بمفهومها العام ، فيدخل فيها الجري والسباحة والقفز والحركات التي تتطلب الرشاقة والتوازن والتسلق وغير ذلك .
والهدف من هذا كله تنمية الجسم وتقويته ، فالإسلام لايحب العجز والكسل ، بل ذمهما واستعاذ منهما المصطفى صلى الله عليه وسلم ، كما أن الغرض من الرياضة هو الإستعداد للجهاد والإعداد له ، فالجهاد اليوم واجب على كل مسلم ( ومالايتم الواجب إلا به فهو واجب ) كما هو معروف ، فالإعداد واجب إذن .
لكن انقلب هذا المفهوم اليوم ، وأصبحت الرياضة فنا مقصودا لذاته لا لغرض آخر ، واقتصرت على أمور لاتفيد غالبا ، بل تضيّع الأوقات ، وتكسب المعاصي والسيئات ،وتجر الى الخصومات .
مباريات تتبعها مباريات ، ودوريات بعدها دوريات ، وولاءات وبراءات ، على أمور تافهات .
فأين الرياضة التي حث عليها الإسلام من رياضة هذه الأيام ؟!!! والله المستعان .